القائمة الرئيسية

الصفحات

محاضرات في العقيدة ، ألقيت على مجموعة من طلبة الجامعات والمعاهد - السيد محمد باقر السيستاني

 

محاضرات في العقيدة ، ألقيت على مجموعة من طلبة الجامعات والمعاهد - السيد محمد باقر السيستاني


محاضرات في العقيدة ، ألقيت على مجموعة من طلبة الجامعات والمعاهد - السيد محمد باقر السيستاني






نظرة في محتويات الكتاب



۰۰۰۰... حول الإيمان والإلحاد
التي نستطيع إدراكها بعقول واهية وضعيفة، هذه القناعة العاطفية العميقة بوجود القوة المنطقية المتفوقة التي تتبدى في الكون الذي لا يمكن الإحاطة به هو الذي شكل فكرتي عن الإله).
الواقع أن الالتفات إلى الانتظام الكوني في مستوى يفي بالدلالة على الصانع القدير ليس مما يحتاج إلى معلومات تخصصية حديثة، بل هو مشهود بشكل عام، فكلنا يشعر أن الكون منظم على سنن وقواعد في المستوى النفسي والاجتماعي والثقافي والمادي، فالأشياء كلها أسباب ومسببات جارية على أنساق وقواعد مرتبة. فالانتباه إلى هذا الموضوع لا يحتاج إلى العلم بمقدار ما يحتاج إلى الوعي والتأمل والإمعان.
.. حول الإيمان والإلحاد مدى العلاقة بين الوعي والعلم]:
إن الاطلاع على العلوم الطبيعية لا يوجب بالضرورة مقدرة للباحث في استنطاق الأشياء عما وراءها، نعم قد يكون الاطلاع على علوم المنطق والفلسفة والمعرفة والنفس والممارسة فيها مساعدة على توجيه الإنسان، لا لأن مبادئ هذا الاستنطاق موضوع تخصصي، بل هو موضوع بسيط، كما لاحظنا في قضية: (دلالة النظم على التعقل) وقضية: (إن لكل حادث سبأ)، ولكن لكي يستطيع أن يرتقي في معالجة النقاط الغامضة والأسئلة المطروحة من منطلق كلي وفوقاني مهيمن على الموضوع وقادر على تصنيف المواضيع والمقارنة بينها واستبيان ما يمكن أن يكون فارقة أو لا.
إننا نحتاج إلى وعي بدلالات الحوادث کالوعي الذي يحتاج إليه القاضي في استكشاف مصدر الجريمة من خلال توصيف الحالة وملابساتها، ولكنه أبسط من وعي القاضي بكثير، إلا أن عظم المشهد وهيمنته على الإنسان هو الذي يوجب اختفاء هذه الدلالة.
إن الإنسان متی نظر إلى الكائنات بوعي وجدها صورة ممثلة لله سبحانه وقدراته، وإذا نظر إلى نفسه بوعي شعر بانتمائه إلى الله سبحانه، ووقف على شواهد الانتماء ومظاهره بالوجدان، كما يجد الابن خصال أبويه في نفسه عندما يتأمل نفسه وخصاله، كما قال
دلالة حدوث الكون على الصانع): البيان الثاني: دلالة حدوث الكون على سبب ورائه: ويتألف من مقدمتين:
المقدمة الأولى: هل المشهد الكوني ومكوناته أمر أزلي قديم لا أول له ولا بداية؟ فالمادة وما يتكون منها أزلية كانت موجودة منذ الأزل؟ والقوانين الكيميائية والفيزيائية والأحيائية التي تسير الكون وتنظمه وتولد ملايين الكائنات المختلفة كانت مرتبة وأزلية من تلقاء نفسها وليست أمورا حادثة؟
لا إشكال بحسب العلم أنها لا بد أن تكون أمورا حادثة.


تعليقات